علاقه تأبط شرا بجبل الحديد في بجيلة
- بني مالك نسب تاريخ ثقافه تراث
- 30/4/2017
- 1948
- منقول للفائده
علاقه تأبط شرا بجبل الحديد في بجيلة
وبها جبل الحديد وهو في ديار بجيلة ويسمى جبل الحديد إما لصلابة حجره أو لأنه معدن الحديد.
أسرت بجيلة تأبط شراً فاحتال عليهم حيلة عجيبة وذاك أن تأبط شراً وعمرو بن براق والشنفرى خرجوا يرون بجيلة فبدرت بهم بجيلة فابتدر ستة عشر غلاماً من سرعانهم وقعدوا على ما لهم وأنذر تأبط شراً بخروج القوم لطلبة فشاور صاحبيه فرجعوا إلى قلة هذا الجبل وإنه شاهق مشمخر وأقاموا حتى يضجر القوم وينصرفوا فلما كان اليوم الثالث قالا لتأبط شراً: رد بنا وإلا هلكنا عطشاً! فقال لهما: البثا هذا اليوم فما للقوم بعد اليوم مقام.
فأبيا وقالا له: هلكنا فرد بنا وفينا بقية.
قال: هبطا.
فلما قربوا من الماء أصغى تأبط شراً وقال لصاحبيه: إني لأونس وحبيب قلوب الرصد على الماء! قالا: وجيب قلبك يا تأبط! قال: كلا ما وجب وما كان وجاباً ولكن رد يا عمرو واستنقض الموضع وعد إلينا.
فورد وصدر ولم ير أحداً فقال: ما على الماء أحد.
فقال تأبط شراً.
بلى ولكنك غير مطلوب.
ثم قال: رد يا شنفرى واستنقض الموضع وعد.
فورد الشنفرى وشرب وصدر وقال: ما رأيت على الماء أحداً.
قال تأبط شراً: بلى ما يريد القوم غيري! فسر يا شنفرى حتى تكون من خلفهم بحيث لا يرونك وأنت تراهم فإني سأرد فأؤخذ وأكون في أيديهم فابدلهم يا عمرو حتى يطمعوا فيك فإذا اشتدوا عليك ليأخذوك وبعدوا عني فابدر يا شنفرى حل عني وموعدنا قلة جبل الحديد حيث كنا وورد تأبط شراً وشرب الماء فوثب عليه القوم وأخذوه وشدوا وثاقه فقال تأبط شراً: يا بجيلة إنكم لكرام فهل لكم أن تمنوا علي بالفداء وعمرو بن براق فتى فهم وجميلها على أن تأسرونا أسر الفداء وتؤمنونا من القتل ونحن نحالفكم ونكون معكم على أعدائكم وينشر هذا من كرمكم بين أحياء العرب قالوا: أين عمرو قال: ها هو معي قد أخره الظمأ فلم يلبث حتى أشرف عمرو في الليل فصاح به تأبط شراً: يا عمرو إنك لمجهود فهل لك أن تمكن من نفسك قوماً كراماً يمنون عليك بالفداء قال عمرو: أما دون أن أجرب نفسي فلا.
ثم عدا فلا ينبعث فقال تأبط شراً: يا بجيلة دونكم الرجل فإنه لا بصر له على السعي وله ثلاث لم يطعم شيئاً! فعدوا في أثره فأطمعهم عمرو عن نفسه حتى أبعدهم وخرج الشنفرى وحل تأبط شراً وخرجا يعدوان ويصيحان: يعاط يعاط! وهي شعار تأبط شراً فسمع عمرو أنه نجا واستمر عدواً وفات أبصارهم واجتمعوا على قلة الجبل ونجوا ثم عادوا إلى قومهم فقال تأبط شراً في تلك العدوة: يا طول ليلك من همٍّ وإبراق ومرّ طيف على الأهوال طرّاق تسري على الأين والحبّاب مختفياً أحبب بذلك من سارٍ على ساق لتقرعنّ عليّ السّنّ من ندمٍ إذا تذكّرن مني بعض أخلاق نجوت فيها نجاتي من بجيلة إذ رفعت للقوم يوم الرّوع أرفاقي لمّا تنادوا فأغروا بي سراعهم بالعيلتين لدى عمرو بن برّاق لا شيء أسرع مني ليس ذا عذرٍ ولا جناح دوين الجوّ خفّاق أو ذي حيودٍ من الأروى بشاهقةٍ وأمّ خشفٍ لدى شثٍّ وطبّاق وقلّةٍ كشباة الرّمح باسقةٍ ضحيانةٍ في شهور الصّيف مخراق بادرت قلتّها صحبي وقد لعبوا حتى نميت إليها قبل إشراق ولا أقول إذا ما خلّةٌ صرمت: يا ويح نفسي من جهدي وإشفاقي! لكنّما عولي إن كنت ذا عولٍ على ضروبٍ بحدّ السّيف سبّاق سبّاق عاديةٍ فكّاك عانيةٍ قطّاع أوديةٍ جوّاب آفاق! وبها جبل رضوى وهو جبل منيف ذو شعاب وأودية يرى من البعد أخضر وبه مياه وأشجار كثيرة زعم الكيسانية أن محمد بن الحنفية مقيم به وهو حي بين يدي أسد ونمر يحفظانه وعنده عينان نضاختان تجريان بماء وعسل ويعود بعد الغيبة يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وهو المهدي المنتظر وإنما عوقب بهذا الحبس لخروجه على عبد الملك بن مروان وقلبه على يزيد بن معاوية وكان السيد الحميري على هذا المذهب ويقول في أبيات: ألا قل للوصيّ: فدتك نفسي! أطلت بذلك الجبل المقاما ومن جبل رضوى يقطع حجر المسن ويحمل إلى البلاد.
وبها جبل السراة قال الحازمي: إنها حاجزة بين تهامة واليمن وهي عظيمة الطول والعرض والامتداد ولهذا قال الشاعر: قال أبو عمرو بن العلاء: أفصح الناس أهل السروات أولها هذيل ثم بجيلة ثم الأزد أزد شنوءة.